هؤلاء ....أغبطهم !
هؤلاء
في منتهى الدفء
-
صانع الأحذية (قبل أن تولد المصانع )
من قلب الغبار
يولد حذاء ، ليبعث الدفء فينا
حيث تنام أقدامنا قريرة
ويسهر هو على مطرقة وسندان
كي يحيك لنا من الجلد حكايات
تحرسنا أشهر طوال
وذات مساء نهجر هذا الدفء
من أجل دفء أكثر
أكاد أقرا على كل حذاء
قصة سهر على ضوء "الدكان" القديم
أكاد أشم رائحة الصبر منبعثة من
تلك الجلود ..!
-
بائعة الخبز
جسد أوهنه التعب وقلوب العابرين
"خبز
طازج" – تصرخ بصمت
أصبحت أجوائها مختنقة بلون ابيض ، ورائحة النار
التي تعصف بأناملها وهي تناولهم
رغيف أبيض الوجه ،خجول الوجنات
تقف على أزقة الصمت ، تحمل سلال و
السهر في عينيها
"خبز طازج"
كل رغيف امتلأ
بدفء أنينها،
لعلهم يشترون
كل أمنياتها محصورة
، بان يرحل كل هذا
الخبز
وتنام وتحت وسادتها
بعض الأمنيات
بغد تصبح فيه أميرة
- بائعة
الكبريت
صديقة الأرصفة
التي
يعرفها
الصغار
رفيقة
الدفء والنار
حيث تشعل
الكبريت وعلى لهيبها تطلب
جنية الأمنيات
أسطورة
الحزن الأبدية
حيث تناديها
الأبواب
وتهدهدها
الجدران
كل الأمنيات
بحضورها
تتحول إلى فراشات نار
تحوم على ضوء كبريتها المحتضر
وتهديها
أمنيه
لها طعم
المستحيل
"غدا
قد أكون أميرة"
العنقاء